Pages

Saturday, March 10, 2012

الـنـحـو - شرح نظم العمريطي - الدرس الأول - باب الكلام

الحمد لله


شرح نظم الآجرومية للعمريطي

بـــاب الـــكــــلام

الجزء الازل :

وفيه  أربع مسائل ثم الخلاصة ،وهي:

أولا    الكلام في اصطلاح النحاة
ثانيا  تعريف الكلمة
ثالثا   أقسام الكلمة
رابعا   الكلمة لفظ مقيد و القول لفظ مطلق
خلاصة


قال الناظم رحمه الله


كَـلاَمُــهُـمْ لَفْـــــظُ مُفِيـــدٌ مُسْنَــــدُ        وَالْكِلْمَــةُ اللَّفْــظُ المُفِـيدُ المُفْرَدُ
لاِسْــمٍ وَفِعــــْلٍ ثُمَّ حَـــرْفٍ تَنْقَسِمْ       وَهَـــــذِهِ ثَـــلاَثـــَةٌ هـــيَ الْكَلــــِمْ
وَالْقَـــــوْلُ لَفْــــظٌ قَدْ أفَــادَ مُطْلَقـاً       كَــــقُمْ وَقــــَدْ وَإِنَّ زَيــــْداً ارْتَقَى

شــرح الأبيات :

أولا   الكلام في اصطلاح النحاة
قال الناظم رحمه الله :
كَـلاَمُــهُـمْ لَفْـــــظُ مُفِيـــدٌ مُسْنَــــدُ        وَالْكِلْمَــةُ اللَّفْــظُ المُفِـيدُ المُفْرَدُ

و المعنى :
أن الكلام عند النحاة – أي في لغتهم واصطلاحهم - ليس هو معنى الكلام في اللغة العربية.
بل له شروط لابد من توفرها فيه لكي تصح تسميته  بالكلام في علم النحو.
وهذه الشروط – كما ذكرها الناظم - هي :
أن يكون لفظا ، وأن يكون مُـفيدا، وأن يكون هذا اللفظ مـُسْــنـَـدًا .

معنى كون الكلام لفظا :
أي أن يكون صوتا ملفوظا ، لا كتابة و لا إشارة .
كقول القائل : زيد قائم .
وكقوله : قِـفْ .
فإن كتب ( قفْ) فليس كلاما عند النحاة .

معنى كون الكلام مفيدا :
أي أن يحْسُن السكوت بعده ، وبمعنى آخر : أن يفيد معنى للسامع .
فقول القائل ( هل ؟) ليس كلاما ، وإن كان قد تلفظ به ، لأنه لم يحسن السكوتُ بعد قوله : ( هل؟) إذ لا يفيد ذلك القول شيئا .
سؤال :  
هل قول القائل ( ماذا تريد ؟ ) فيه فائدة ؟
الجواب :
نعم ، والفائدة التي يستفيدها السامع هو أنه يعلم أن السائل يريد أن يعرف الشيء الذي تريده . فهو مفيد و إن كان سؤالا.

معنى كون الكلام مُسندا : 
أي أن يكون مركبا من ألفاظ .
فقول القائل : ( قام زيدٌ ) هذا كلام عند النحاة لأنه استوفى الشروط الثلاثة : أن يكون لفظا و مفيدا و مركبا .
وقول القائل : ( زيدٌ ) لمن سأله : ( من جاء ؟ )
قوله ( زيدٌ ) موافق للشروط الثلاثة و إن كان يظهر أنه غير مركب ، لكن الصحيح أنه مركب لأن معنى كلامه : ( جاء زيدٌ ) .

وزاد بعض النحاة شرطا رابعا ألا وهو :

أن يكون تركيب الألفاظ موافقا للوضع العربي
أي أن هناك شرطا آخر بعد استيفاء الشروط الثلاثة : التلفظ و الفائدة و التركيب ، ألا وهو: أن يكون هذا التركيب موافقا للسان العرب و لسنتهم و طريقتهم في الكلام .
فقد يقول القائل الذي يتعلم العربية  : لمْ أذهبَ !
وكلامه هذا قد  يفهمه السامع ، إلا أنه عند النحاة ليس كلاما عربيا رغم توفر الشروط الثلاثة الأولى ، لأنه خالف العرب في طريقتهم ، و الصواب أن يقول : لمْ أذهبْ.
بسكون الباء لا بتحريكها.
و المقصود أن الكلام عند النحاة هو ما اجتمع فيه أن يكون لفظا ، وأن يكون مُـفيدا، وأن يكون هذا اللفظ مـُسْــنـَـدًا أي مركبا ، وزاد بعضهم : أن يكون هذا التركيب موافقا لقوانين العربية في تركيب الكلام : أي موافقا لقواعد علم النحو. 
وهو معنى قوله : 
كَـلاَمُــهُـمْ لَفْـــــظُ مُفِيـــدٌ مُسْنَــــدُ     

الكلمة
بعد أن بين رحمه الله معنى الكلام عند النحاة ، شرع في بيان معنى الكلمة عندهم ، فقال :

وَالْكِلْمَــةُ اللَّفْــظُ المُفِـيدُ المُفْرَدُ

و المعنى
أن الكلمة هي ما اجتمع فيه ثلاثة أمور :
أن تكون لفظا أي صوتا ملفوظا ، و أن تكون مفردة لا تركيب فيها و أن تكون مفيدة لمعنى في نفسها ، كهذه الكلمات :
تفاحة - أينَ – يأكلُ – فوقَ 
فكل واحدة من هذه تسمى كلمة –إذا تلفظت بها – لأنها مفيدة لمعنى مفرد في نفسها و لأنها مفردة ، و لأنها ملفوظ بها عند نطقك بها.
وقول النحاة : مفيدة لمعنى مفرد في نفسها أي أنها لا تدل على معنى مع التركيب ، ولا تفيد فائدة معه .
فالفائدة فائدتان : فائدة تكون في التركيب وهذه فائدة تامة كقولك : زيد مجتهد، والأخرى فائدة جزئية  كقولك : تفاحة.

أقسام الكلمة


قال رحمه الله :

لاِسْــمٍ وَفِعــــْلٍ ثُمَّ حَـــرْفٍ تَنْقَسِمْ       وَهَـــــذِهِ ثَـــلاَثـــَةٌ هـــيَ الْكَلــــِمْ


قـــام زيدٌ . 
سيقوم زيــدٌ .
ففي المثال الأول تجد كلمة (قـــام) تدل على حدث (هو القيام ) مع اقترانها بالزمن الماضي . 
وفي الثاني تجد كلمة (يقوم) تدل على حدث (هو القيام) مع اقترانها بالزمن المستقبل .
والمقصود أن الفعل كما قلنا هو كلمة تدل على حدثٍ حصلَ وهي مقترنة بزمن و لابد .

تعريف الاسم عند النحاة :
أما الاسم عند النحاة فهو كلمة دلت على معنى في نفسها دون ارتباط بزمان .
ويسمى المعنى الذي دل عليه الاسم في نفسه بالمعنى المفرد ، احترازا على المعنى الذي يدل عليه الكلام النحوي.
فالكلام النحوي والاسم كل منهما يدل على معنى ، إلا أن المعنى الذي يدل عليه الكلام النحوي معنى تام حسن السكوت عنده ، أما معنى الاسم فهو معنى مفرد غير مفيد .
مثال ذلك :
تفاحة : فهو اسم .
لماذا ؟
لأنه دل على معنى في نفسه دون ارتباط بزمان .
أما قولك : أكلَ
فهو فعل .
لماذا ؟
لأنه دل على معنى في نفسه لكنه مرتبط بزمن الماضي ، لأن الأكل حصل في الماضي.

تعريف الحرف عند النحاة :

الحرف كلمة دلت على معنى في غيرها ، لا في نفسها .
مثل قولك :
مررتُ بـــزيد
فهذه الباء لا تفيد معنى في نفسها بل في غيرها ليفهم الكلام ، إذ لو قيل لك ( بــِ) لن تفهم منها شيئا ، فلما ركبت في الكلام دلت على المعنى .

الكلام لفظ مقيد و القول لفظ مطلق

قال الناظم رحمه الله :

وَالْقَـــــوْلُ لَفْــــظٌ قَدْ أفَــادَ مُطْلَقـاً       كَــــقُمْ وَقــــَدْ وَإِنَّ زَيــــْداً ارْتَقَى

والمعنى :
أن القول هو لفظ مطلق ليس كالكلام النحويالذي هو لفظ مقيد بقيود و شروط .
وهذا بحث لا أرى له ثمرة عملية  في علم النحو، ومداره على التمييز بين الكلام و القول .
أما الكلام فقد مضى معنا ، وهو لفظ مركب مفيد باللسان العربي.
فهو على هذا مُـقـَــيَّـدٌ .

أما القول : 
فهو لفظ من غير شروط .
أي أن القول لفظ مطلق عن الشروط .
بمعنى :
أن الفعل قول و الاسم قول و الحرف قول و الكلام قول .
لذلك قال :
كَــــقُمْ وَقــــَدْ وَإِنَّ زَيــــْداً ارْتَقَى
فــ : قــُمْ قول ، وقــدْ قول ، و الجمة : ( إن زيدا ارتقى ) قول . 

خلاصة
عرفت أن :

الكلام عند النحاة  هو اللفظ المفيد المركب ، وزاد بعضهم باللسان العربي .

و اللفظ هو الصوت ُ.

و المفيد هو الذي يستفيد منه السامع فائدة ، أو كما قالوا : المفيد

هو الذي يحسن سكوت المتكلم بعده .

المركب أي أن فيه كلمتين على الأقل مثل قام زيد ،أوكلمة ظاهرة

وأخرى مقدرة كقولك (زيد) لمن سألك : ( من قام ؟ ) 
.


و الكلمة هي اللفظ الذي يفيد معنى في نفسه دون تركيب مثل :

تفاحة و كتبَ و فوق و على .


و الكلمة تنقسم إلى اسم و فعل و حرف .

و الاسم ما دل على معنى في نفسه دون ارتباط بزمن ، مثل تفاحة .

و الفعل ما دل على معنى في نفسه مع ارتباط بزمن سيُسافرُ .

و الحرف كلمة دلت على معنى في غيرها لا في نفسها .

و القول لفظ مطلق ، أي أنه مطلق عن كل شرط ، سواء أفاد أم لم يفد ، كان مركبا أم لم يكن .

فالاسم و الفعل و الحرف و الكلام كل ذلك قول عند النحاة .

/



No comments:

Post a Comment