الحمد
لله .
شــرح نظـم
قـواعد الإعراب
المسمى :
نظـم الـزواوي
وفيـه :
أولا تعريف بالنـظـم وأصله و بالنـاظـم .
ثانيا مقدمة النظـم
ثالثا معنى الكلام والجملة عند النحاة
رابعا الجملة الاسمية والجملة الفعلية
خامسا الجملة الكبرى والجملة الصغرى
أولا تعريف بالنـظـم وأصله و
بالنـاظـم .
اشتهر النظم عند
طلبة العلم بنظم الزواوي .
وأصله كتاب (الإعراب عن قواعد الاعراب) لإمام النحاة
ابن هشام المصري
رحمه الله (ت :761 هـ) .
وقد أراد ابن
هشام من كتابه هذا أن يوصل المبتدئ في
الأمد القصير إلى
نكت كثيرة وفوائد نفيسة – مع لطف
الكتاب وصغر حجمه
– فكان له رحمه الله ما أراد ، إذ
عكف المشتغلون
بالنحو على شرحه وفك غوامضه وبيانه ،
ثم أتى العلامة الزواوي فجمع مسائله ونظمها لتسهيل
حفظه على الطلبة
.
أما الزواوي
فاشتهر بكنيته أبو جميل زيان بن فائد الزواوي
، ولا يكاد يعرف
عنه غير هذا عند من بحث عن ترجمته
والله أعلم .
ثانيا مقدمة النظـم
قال الزواوي رحمه الله :
أحمــد ربــي الله جــــل مـنـعـمــــا
أخـرج من جهـل وجلى من عمـى
فـعـلـــم الـبـيـــان و
الإعـــرابـــــا وألـهـــم الـحـكـمـة والصـوابــــــا
فـلاح للأذهــان
معـنى ما خـفــــى من الكتاب وحديــث المصطـفـــى
صلى عـلـى مـحــمــد
وشيعـتـــــه من أسس الإعراب في شريعتــــه
ثم ذكر سبب نظمه لكتاب ابن هشام ، فقال :
وقــد حصـرتُ بطـريق الــرجـــــز قــواعـــد الإعـــراب حصر موجَـز
لـيسـهــل الـحـفـظ
عـلـى الطـــلاب فــي تـلــكــم الأربـعـــة الأبـــــواب
والمعنى :
أنه حصر كتاب ( الإعراب عن قواعد الإعراب ) وما فيه من الفوائد
النحوية حصرا فيه إيجاز لكي يسهل على الطلاب حفظ الأبواب الأربعة التي يشتمل عليها
الكتاب وهي :
باب الجملة و أحكامها ، والثاني باب : الجار و المجرور ، والثالث :
باب كلمات يحتاج إليها المعرب ، والرابع : الإشارة إلى طريقة الإعراب والعبارات
التي ينبغي استعمالها فيه وما لا ينبغي من العبارات.
ثالثا معنى الكلام والجملة عند
النحاة
ثم قال رحمه الله :
فـســم
بــالـكـلام لـفـظـك الـمـفـيــد
أوجـملـة كالعـلـم خيـر ما استـفـيـد
لكــنــهـــا
اعــــم مــعــنــى مـنـــه إذ
شــرطــه حسن السكوت عـنــه
والمعنى :
يقول : ســمِّ اللفظ المفيد أو الجملة المفيدة كلاما عند النحاة .
واللفظ هو الصوت الملفوظ المنطوق .
ومثل للجملة المفيد بقوله :
العلم خير مـا اسـتـُـفـيـد .
ثم ميـز –رحمه الله – بين الكلام والجملة عند النحاة فقال :
لكــنــهـــا
اعــــم مــعــنــى مـنـــه إذ
شــرطــه حسن السكوت عـنــه
أي : أن الجلمة أعم من الكلام ، فالكلام أخص .
فقد اشترط النحاة
في الكلام أن يكون مفيدا يحسن سكوت المتكلم عنده ، أما الجملة المطلقة ، فلم يشترطوا لها أن تكون مفيدة .
فقولك :( قام
زيدٌ ) هو عند النحاة كلام ، وهو عندهم جملة .
أما قولك ( إن
قام زيدٌ ...) ولم تذكر جواب الشرط ، فهو عند النحاة جملة ، لكنه ليس كلاما إذ لا
يحسن السكوت عنده .
رابعا الجملة الاسمية والجملة
الفعلية
الجملة الاسمية
فهي التي تبتدئ بالاسم ، والفعلية هي التي تبتدئ بالفعل ، لذلك قال رحمه الله :
إن بـدئت بـالاسـم فـهْـيَ
اْسمـيـَّـه أو بـدئـت بـالـفـعـل قــل
فـعـلـيـَّــهْ
والمعنى واضح .
غير أنه قد يقال في التفصيل :
لا فرق في الفعلية بين أن يكون الفعل ماضيا أو مضارعا أو أمرا أو
جامدا أو متصرفا أو تاما أو ناقصا أو مبينا للفاعل أو مبنيا للمفعول ، أو كان
الفعل مذكورا أو محذوفا او تقدم عليه حرف ،
فكل هذه الجمل هي جمل فعلية .
فقولك : ( زيدا ضربتُه ) جملة فعلية حذف فعلها لوجود فعل مفسر وهو
ضربته .
فتقدير الكلام : ضربت زيدا ضربته .
وقولك ( يا زيد ) جملة فعلية لأن التقدير أدعو زيدا ، فحرف النداء
نائب عن الفعل أدعو .
وقولك ( هل قام زيد ) جملة فعلية و إن تقدم الحرف على الفعل .
خامسا الجملة الكبرى والجملة
الصغرى
ثـم قال رحمه الله :
إن قـيـل ذا أبــــوه شــأنـه النــــدا فـكُـلُّـهـا غــيــرَ الأخـيــر مبـتــــدا
بــل خـبـرٌ عـن ثـالـثٍ كـمـا همـــا عــن وســط والـكـلُّ عـمـا قُـدِّمـــا
فـجــمــلـةَ
الأول سَــــمِّ كـُبـْـــــرى وجـمـلـةَ الـثـالـثِ سَــمِّ صُغــْــرى
والمعنى :
أنه إذا قيل : (
ذا أبوه
شأنـُـه النــدى ) : أي هذا أبوه صفتُـهُ الكرمُ .
فإنك تعربُ : (ذا) و (أبو) و (شأنُ) تعربها كلها مبتدآت .
فذا : اسم إشارة
مبني في محل رفع مبتدأ أول ، وأبو مبتدأ ثان مرفوع وهو مضاف والهاء مضاف إليه ، وشأنُ مبتدأ ثالث مرفوع وهو مضاف
والهاء مضاف إليه .
لذلك قال :
إن قـيـل ذا أبــــوه شــأنـه النــــدا فـكُـلُّـهـا غــيــرَ الأخـيــر مبـتــــدا
وأما (الندى) فلا
تعربه مبتدأ ، بل هو خبر عن المبتدأ الثالث .
لذلك قال في
الندى : بــل خـبـرٌ عـن ثـالـثٍ .....
وجملة (شأنه
الندى ) في محل رفع خبر عن المبتدأ الوسط : أي الثاني .
لذلك قال : كـمـا همـــا عــن وســط
أي شأنه الندى
هما خبر عن وسط (المبتدأ الأوسط وهو الثاني مثلما كان الندى خبرا عن ثالث .
وجملة ( أبوه
شأنه الندى ) في محل رفع خبر عن المبتدأ الأول .
لذلك قال : والـكـلُّ عـمـا قُـدِّمـــا .
أي والكل خبر عن
المبتدأ الأول المتقدم ، وهو : ذا .
ثم قال رحمه الله
:
فـجــمــلـةَ
الأول سَــــمِّ كـُبـْـــــرى وجـمـلـةَ الـثـالـثِ سَــمِّ صُغــْــرى
والمعنى :
فجملة المبتدأ
الاول و الخبر الأول تسمى جملة كبرى .
وجملة المبتدأ
الثالث والخبر الثالث تسمى جملة صغرى.
ثم قال رحمه الله :
وذات حـشـو باعـتـبـار مـا
ولـــي كـبـرى وصـغـرى باعتبــار الأول
والمعنى :
أن الجملة التي في الوسط ، وهي جملة المبتدأ الثاني والخبر الثاني
تسمى كبرى بالنظر إلى الجملة التي تليها بعدها ، وتسمى صغرى بالنظر إلى الجملة قبلها
.
سادسا خلاصة
علمت أن : الكلام
هو اللفظ المفيد أو الجملة المفيدة عند النحاة .
وأن الجملة
مطلقا أعم من الكلام و الكلام أخص ، فجملة
الشرط مثلا لا تسمى كلاما لأنها لا تتم الفائدة عند السكوت بعدها .
والجملة الاسمية
هي التي تبتدئ بالاسم ، والفعلية تبتدئ بالفعل .
ولا فرق في
الفعلية بين التي تقدمها حرف أو كانت للنداء مثل (يا زيد ) أو حذف فعلها لدلالة
الكلام عليه .
وإذا تعددت
المبتدآت فالأول يكون مبتدأ أولا و الثاني ثانيا و الثالث ثالثا وهكذا ، ثم في
الأخبار يكون آخر خبر خبرا لآخر مبتدأ ، والجملة الأخيرة من المبتدأ و الخبر خبر
للمبتدأ المذكور قبل الأخير وهكذا .
وتسمى جملة
المبتدأ الاول و الخبر الأول كبرى وجملة المبتدأ الاخير و الخبر الأخير صغرى والجملة
بينهما كبرى بحسب ما بعدها وصغرى بحسب ما قبلها .
No comments:
Post a Comment