Pages

Saturday, March 10, 2012

النـحـو - شرح نظم الزواوي - الدرس الأول المسألة الأولى الجملة .

الحمد لله .

شــرح نظـم قـواعد الإعراب
المسمى : نظـم الـزواوي

وفيـه  :

أولا  تعريف بالنـظـم وأصله و بالنـاظـم .
ثانيا  مقدمة النظـم
ثالثا  معنى الكلام والجملة عند النحاة
رابعا  الجملة الاسمية والجملة الفعلية
خامسا  الجملة الكبرى والجملة الصغرى
سادسا خلاصة




أولا  تعريف بالنـظـم وأصله و بالنـاظـم .

اشتهر النظم عند طلبة العلم بنظم الزواوي .
وأصله كتاب (الإعراب عن قواعد الاعراب) لإمام النحاة
ابن هشام المصري رحمه الله (ت :761 هـ) .
وقد أراد ابن هشام من كتابه هذا أن يوصل المبتدئ في
الأمد القصير إلى نكت كثيرة وفوائد نفيسة – مع لطف
الكتاب وصغر حجمه – فكان له رحمه الله ما أراد ، إذ
عكف المشتغلون بالنحو على شرحه وفك غوامضه وبيانه ،
ثم أتى  العلامة الزواوي فجمع مسائله ونظمها لتسهيل
حفظه على الطلبة .
أما الزواوي فاشتهر بكنيته أبو جميل زيان  بن فائد الزواوي
، ولا يكاد يعرف عنه غير هذا عند من بحث عن ترجمته
والله أعلم .

ثانيا  مقدمة النظـم

قال الزواوي رحمه الله :

أحمــد ربــي الله جــــل مـنـعـمــــا    أخـرج من جهـل وجلى من عمـى
فـعـلـــم الـبـيـــان و الإعـــرابـــــا     وألـهـــم الـحـكـمـة والصـوابــــــا
فـلاح للأذهــان معـنى ما خـفــــى     من الكتاب وحديــث المصطـفـــى
صلى عـلـى مـحــمــد وشيعـتـــــه     من أسس الإعراب في شريعتــــه

ثم ذكر سبب نظمه لكتاب ابن هشام ، فقال :

وقــد حصـرتُ بطـريق الــرجـــــز    قــواعـــد الإعـــراب حصر موجَـز
لـيسـهــل الـحـفـظ عـلـى الطـــلاب    فــي تـلــكــم الأربـعـــة الأبـــــواب
والمعنى :
أنه حصر كتاب ( الإعراب عن قواعد الإعراب ) وما فيه من الفوائد النحوية حصرا فيه إيجاز لكي يسهل على الطلاب حفظ الأبواب الأربعة التي يشتمل عليها الكتاب وهي :
باب الجملة و أحكامها ، والثاني باب : الجار و المجرور ، والثالث : باب كلمات يحتاج إليها المعرب ، والرابع : الإشارة إلى طريقة الإعراب والعبارات التي ينبغي استعمالها فيه وما لا ينبغي من العبارات.
ثالثا  معنى الكلام والجملة عند النحاة

ثم قال رحمه الله :

فـســم بــالـكـلام لـفـظـك الـمـفـيــد    أوجـملـة كالعـلـم خيـر ما استـفـيـد
لكــنــهـــا اعــــم مــعــنــى مـنـــه     إذ شــرطــه حسن السكوت عـنــه

والمعنى :
يقول : ســمِّ اللفظ المفيد أو الجملة المفيدة  كلاما عند النحاة .
واللفظ هو الصوت الملفوظ المنطوق .
ومثل للجملة المفيد بقوله :
العلم خير مـا اسـتـُـفـيـد .
ثم ميـز –رحمه الله – بين الكلام والجملة عند النحاة فقال :
لكــنــهـــا اعــــم مــعــنــى مـنـــه     إذ شــرطــه حسن السكوت عـنــه
أي : أن الجلمة أعم من الكلام ، فالكلام أخص .

فقد اشترط النحاة في الكلام أن يكون مفيدا يحسن سكوت المتكلم عنده ، أما الجملة المطلقة  ، فلم يشترطوا لها أن تكون مفيدة .
فقولك :( قام زيدٌ ) هو عند النحاة كلام ، وهو عندهم جملة .
أما قولك ( إن قام زيدٌ ...) ولم تذكر جواب الشرط ، فهو عند النحاة جملة ، لكنه ليس كلاما إذ لا يحسن السكوت عنده .

رابعا  الجملة الاسمية والجملة الفعلية

الجملة الاسمية فهي التي تبتدئ بالاسم ، والفعلية هي التي تبتدئ بالفعل ، لذلك قال رحمه الله :
إن بـدئت بـالاسـم فـهْـيَ اْسمـيـَّـه     أو بـدئـت بـالـفـعـل قــل فـعـلـيـَّــهْ

والمعنى واضح .
غير أنه قد يقال في التفصيل :
لا فرق في الفعلية بين أن يكون الفعل ماضيا أو مضارعا أو أمرا أو جامدا أو متصرفا أو تاما أو ناقصا أو مبينا للفاعل أو مبنيا للمفعول ، أو كان الفعل مذكورا أو محذوفا  او تقدم عليه حرف ، فكل هذه الجمل هي جمل فعلية .

فقولك : ( زيدا ضربتُه ) جملة فعلية حذف فعلها لوجود فعل مفسر وهو ضربته .
فتقدير الكلام : ضربت زيدا ضربته .

وقولك ( يا زيد ) جملة فعلية لأن التقدير أدعو زيدا ، فحرف النداء نائب عن الفعل أدعو .
وقولك ( هل قام زيد ) جملة فعلية و إن تقدم الحرف على الفعل .
خامسا  الجملة الكبرى والجملة الصغرى

ثـم قال رحمه الله :

إن قـيـل ذا أبــــوه شــأنـه النــــدا     فـكُـلُّـهـا غــيــرَ الأخـيــر مبـتــــدا
بــل خـبـرٌ عـن ثـالـثٍ كـمـا همـــا     عــن وســط والـكـلُّ عـمـا قُـدِّمـــا
فـجــمــلـةَ الأول سَــــمِّ كـُبـْـــــرى     وجـمـلـةَ الـثـالـثِ سَــمِّ صُغــْــرى

والمعنى :
أنه إذا قيل : ( ذا   أبوه  شأنـُـه النــدى ) : أي هذا أبوه صفتُـهُ الكرمُ .
فإنك تعربُ : (ذا) و (أبو) و (شأنُ) تعربها كلها مبتدآت .
فذا : اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ أول ، وأبو مبتدأ ثان مرفوع وهو مضاف والهاء مضاف إليه ، وشأنُ مبتدأ ثالث مرفوع وهو مضاف والهاء مضاف إليه .
لذلك قال :
إن قـيـل ذا أبــــوه شــأنـه النــــدا     فـكُـلُّـهـا غــيــرَ الأخـيــر مبـتــــدا

وأما (الندى) فلا تعربه مبتدأ ، بل هو خبر عن المبتدأ الثالث .
لذلك قال في الندى : بــل خـبـرٌ عـن ثـالـثٍ .....
وجملة (شأنه الندى ) في محل رفع خبر عن المبتدأ الوسط : أي الثاني .
لذلك قال :  كـمـا همـــا عــن وســط
أي شأنه الندى هما خبر عن وسط (المبتدأ الأوسط وهو الثاني مثلما كان الندى خبرا عن ثالث .

وجملة ( أبوه شأنه الندى ) في محل رفع خبر عن المبتدأ الأول .
لذلك قال : والـكـلُّ عـمـا قُـدِّمـــا .
أي والكل خبر عن المبتدأ الأول المتقدم ، وهو : ذا .

ثم قال رحمه الله :
فـجــمــلـةَ الأول سَــــمِّ كـُبـْـــــرى     وجـمـلـةَ الـثـالـثِ سَــمِّ صُغــْــرى

والمعنى :
فجملة المبتدأ الاول و الخبر الأول تسمى جملة كبرى .
وجملة المبتدأ الثالث والخبر الثالث تسمى جملة صغرى.

ثم قال رحمه الله :

وذات حـشـو باعـتـبـار مـا ولـــي     كـبـرى وصـغـرى باعتبــار الأول

والمعنى :
أن الجملة التي في الوسط ، وهي جملة المبتدأ الثاني والخبر الثاني تسمى كبرى بالنظر إلى الجملة التي تليها بعدها ، وتسمى صغرى بالنظر إلى الجملة قبلها .

سادسا  خلاصة

علمت أن : الكلام هو اللفظ المفيد أو الجملة المفيدة عند النحاة .

وأن الجملة مطلقا  أعم من الكلام و الكلام أخص ، فجملة الشرط مثلا لا تسمى كلاما لأنها لا تتم الفائدة عند السكوت بعدها .
والجملة الاسمية هي التي تبتدئ بالاسم ، والفعلية تبتدئ بالفعل .

ولا فرق في الفعلية بين التي تقدمها حرف أو كانت للنداء مثل (يا زيد ) أو حذف فعلها لدلالة الكلام عليه .

وإذا تعددت المبتدآت فالأول يكون مبتدأ أولا و الثاني ثانيا و الثالث ثالثا وهكذا ، ثم في الأخبار يكون آخر خبر خبرا لآخر مبتدأ ، والجملة الأخيرة من المبتدأ و الخبر خبر للمبتدأ المذكور قبل الأخير وهكذا .

وتسمى جملة المبتدأ الاول و الخبر الأول كبرى وجملة المبتدأ الاخير و الخبر الأخير صغرى والجملة بينهما كبرى بحسب ما بعدها وصغرى بحسب ما قبلها .

No comments:

Post a Comment